ما العلاقة بين اضطرابات النوم والإمساك؟

مقدمة 

النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة حيوية لصحة الجسم، وخاصة للجهاز الهضمي.

قد تتفاجأين عندما تعلمين أن قلة النوم أو اضطرابه يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على حركة الأمعاء ويزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك.

في هذه المقالة من عيادة د. دعد الطعاني، نسلّط الضوء على العلاقة الخفية بين النوم والإخراج، ونشرح كيف يؤثر الأرق أو النوم المتقطع على القولون، مع نصائح فعالة لاستعادة التوازن الطبيعي.

أولاً: كيف يعمل الجهاز الهضمي أثناء النوم؟

أثناء النوم، يدخل الجسم في حالة من الاسترخاء، وتشهد الأعضاء الحيوية — ومنها الأمعاء — عملية إصلاح وتجديد.

ينظم الدماغ حركة الأمعاء عبر إشارات عصبية دقيقة، ويحدث إفراز لهرمونات مثل الميلاتونين والسيروتونين التي تتحكم في نشاط الجهاز الهضمي.

لكن عندما يتعطل نمط النوم، يحدث خلل في هذا التوازن العصبي والهرموني، مما يؤدي إلى بطء حركة القولون أو عدم انتظامها.

 

ما العلاقة بين اضطرابات النوم والإمساك؟

ثانياً: ما الذي يربط بين اضطرابات النوم والإمساك؟

  1. اضطراب الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm)

الأمعاء، مثل الدماغ، لها ساعة داخلية تنظم عملية الإخراج صباحًا.

قلة النوم أو السهر الطويل يربك هذه الساعة، فيقل نشاط الأمعاء في الصباح — وهو الوقت الطبيعي للتبرز — مما يؤدي إلى تأجيل الإخراج وتراكم البراز.

 

  1. زيادة إفراز هرمونات التوتر

قلة النوم ترفع مستوى الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالضغط النفسي، فيؤثر على الأعصاب التي تتحكم في حركة القولون، مسبباً تباطؤاً في الإخراج أو تشنجاً في الأمعاء.

 

  1. ضعف الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء

النوم غير المنتظم يؤثر على التواصل بين الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المعوي، ما يقلل من الانقباضات المنتظمة للأمعاء ويزيد من خطر الإمساك.

 

  1. تغيّر العادات اليومية

السهر يؤدي غالباً إلى تأجيل الوجبات أو تناول طعام متأخر في الليل، إضافة إلى قلة شرب الماء — وهذه كلها عوامل تزيد من احتمالية الإمساك.

 

ثالثاً: من الأكثر عرضة للإصابة بالإمساك المرتبط باضطرابات النوم؟

العاملون في نظام الورديات (Shift workers).

من يعانون من الأرق المزمن أو القلق الليلي.

النساء بعد الولادة أو أثناء انقطاع الطمث نتيجة اضطرابات الهرمونات.

من يستخدمون أدوية منومة أو مهدئات تؤثر على حركة الأمعاء.

الأعراض المرافقة

صعوبة أو تأخر في التبرز.

شعور بامتلاء أو ضغط في البطن.

غازات وانتفاخ متكرر.

فقدان الشهية أو الشعور بالإرهاق.

تراجع في جودة النوم بسبب الانزعاج الهضمي.

 

كيف يمكن تحسين النوم لتقليل الإمساك؟

  1. تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ

النوم المنتظم في نفس الوقت يومياً يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية، مما يعيد انتظام حركة الأمعاء.

 

  1. تجنّب الوجبات الثقيلة قبل النوم

احرصي على تناول آخر وجبة قبل النوم بـ3 ساعات على الأقل، لتجنب بطء الهضم أو الضغط على القولون أثناء الاستلقاء.

 

  1. تقنيات الاسترخاء

مثل تمارين التنفس العميق أو التأمل قبل النوم، لتقليل التوتر العصبي الذي يؤثر على حركة القولون.

 

  1. الحفاظ على الترطيب

قلة الماء تُبطئ الإخراج. تناولي كوبين من الماء صباحًا وكوبًا قبل النوم لدعم حركة الأمعاء.

 

  1. النشاط الصباحي

الحركة بعد الاستيقاظ تحفز الأمعاء، لذا يُنصح بالمشي الخفيف أو تمارين الإطالة عند الاستيقاظ.

كيف نتعامل في عيادة د. دعد الطعاني مع حالات.

 

الإمساك المرتبط باضطراب النوم؟

تقييم شامل للنوم والعادات اليومية.

فحوص دقيقة لاستبعاد الأسباب العضوية مثل القولون العصبي أو مشاكل الغدة الدرقية.

توجيهات علاجية مزدوجة تشمل النظام الغذائي وتحسين جودة النوم.

متابعة نفسية وسلوكية لدعم التوازن العصبي والهرموني.

الخلاصة

النوم ليس مجرد راحة للجسد، بل هو مفتاح لصحة الأمعاء.

قلة النوم تُربك حركة القولون وتزيد من احتمالية الإمساك، بينما النوم المنتظم يعزز التوازن العصبي ويعيد للجهاز الهضمي نشاطه الطبيعي.

في عيادة د. دعد الطعاني، نساعدك على علاج الإمساك من جذوره — ليس فقط عبر الأدوية، بل من خلال استعادة نمط حياة صحي يشمل نومًا هادئًا وجهازًا هضميًا منتظمًا.

شارك:

الوسوم:

أحدث المقالات
الوسوم

يمكنك التواصل معانا في اي وقت

مقالات ذات صلة

Call Now اتصل الآن

يمكنك البحث عن الخدمات التي نقدمها