تُعدّ تقرحات المستقيم (Rectal Ulcers) من الحالات الصحية التي قد تُسبب انزعاجًا كبيرًا للمريض وتؤثر على جودة حياته اليومية. ورغم أن الكثيرين يترددون في التحدث عنها بسبب طبيعتها الحساسة، فإن فهم أسبابها وطرق علاجها يُعد خطوة مهمة نحو التعافي. في هذه المقالة، نستعرض معًا أهم أسباب تقرحات المستقيم، أعراضها، وطرق علاجها في عيادة د. دعد الطعاني.
تقرحات المستقيم: الأسباب والعلاج
ما هي تقرحات المستقيم؟
تقرحات المستقيم هي جروح أو التهابات تصيب بطانة المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة).
قد تكون هذه التقرحات سطحية أو عميقة، وغالبًا ما تسبب ألمًا، نزيفًا، أو صعوبة في الإخراج.
تُعرف الحالة طبيًا باسم متلازمة القرحة المنفردة للمستقيم (Solitary Rectal Ulcer Syndrome – SRUS)، ولكنها قد تحدث أيضًا نتيجة أمراض أخرى مثل الالتهابات أو أمراض الأمعاء الالتهابية.
أعراض تقرحات المستقيم
تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب شدة الحالة، وتشمل:
- نزيفًا خفيفًا أو ملاحظات دم على البراز
- ألمًا أو ضغطًا في منطقة الشرج
- شعورًا بعدم اكتمال الإخراج بعد التبرز
- إفرازات مخاطية من المستقيم
- إمساكًا مزمنًا أو حاجة متكررة للتبرز دون نتيجة
- في بعض الحالات: تسربًا بسيطًا للبراز أو الغازات
الأسباب الشائعة لتقرحات المستقيم
أ. الإمساك المزمن والإجهاد أثناء التبرز
يُعدّ الإمساك من أكثر الأسباب شيوعًا، إذ يؤدي الضغط المستمر على جدار المستقيم إلى تهيّجه وظهور التقرحات مع الوقت.
ب. هبوط المستقيم (Rectal Prolapse)
عندما يهبط جزء من المستقيم نحو فتحة الشرج، يتعرض الغشاء المخاطي للاحتكاك والالتهاب، مما يزيد خطر تكوّن التقرحات.
ج. العادات الخاطئة أثناء الإخراج
مثل الجلوس الطويل في الحمام أو إدخال الأصبع لتسهيل التبرز، وهي ممارسات تضر الغشاء المخاطي للمستقيم.
د. أمراض الأمعاء الالتهابية
بعض الحالات مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون قد تسبب التهابات تمتد حتى المستقيم وتؤدي لتقرحه.
هـ. الأسباب الأخرى
العدوى البكتيرية أو الفيروسية
استخدام بعض الأدوية لفترة طويلة (خاصة المسهلات)
الجروح بعد عمليات جراحية في منطقة الشرج
التشخيص الدقيق هو البداية
في عيادة د. دعد الطعاني، يتم التعامل مع هذه الحالات بسرية تامة واهتمام خاص بالراحة النفسية للمريض.
يعتمد التشخيص عادةً على:
- أخذ التاريخ المرضي الكامل
- الفحص السريري والمستقيمي اللطيف
- منظار المستقيم أو القولون لتحديد مكان وحجم التقرح
- الخزعة (Biopsy) لتأكيد التشخيص واستبعاد أي أمراض أخرى
العلاج: من تعديل العادات إلى التدخل الطبي
أ. العلاج التحفظي (الغير جراحي)
تعديل النظام الغذائي لزيادة الألياف والسوائل.
تجنب الإجهاد أثناء التبرز وتنظيم مواعيد الإخراج.
وصف ملينات طبية آمنة لتقليل الضغط على المستقيم.
استخدام التحاميل أو المراهم الموضعية لتقليل الالتهاب وتسهيل الالتئام.
ب. العلاج السلوكي والتأهيلي
جلسات الـBiofeedback لتعليم المريض التحكم في عضلات الحوض والمستقيم.
تقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر أثناء الإخراج.
ج. العلاج الجراحي
في الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، قد يُوصى بتدخل جراحي بسيط لإصلاح هبوط المستقيم أو إزالة القرحة.
نصائح للوقاية من عودة التقرحات
تناول غذاء غني بالألياف الطبيعية مثل الخضروات والحبوب الكاملة.
شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
ممارسة نشاط بدني منتظم لتحفيز حركة الأمعاء.
تجنب الجلوس الطويل في الحمام أو التأجيل المتكرر للتبرز.
المتابعة الدورية مع الطبيب لتقييم التحسن.
الخلاصة
تقرحات المستقيم حالة طبية قابلة للعلاج والتحسن بشكل كبير عند التشخيص المبكر واتباع الإرشادات الطبية الصحيحة.
في عيادة د. دعد الطعاني، نولي اهتمامًا خاصًا بخصوصية المريضة وراحتها النفسية، ونحرص على تقديم العلاج الأمثل بأحدث الوسائل التشخيصية والعلاجية.
الخطوة الأولى نحو التعافي تبدأ دائمًا بكسر حاجز الخجل وطلب الاستشارة الطبية.
