التوتر والقلق النفسي هما من أكثر العوامل الشائعة التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي، وخاصةً حركة الأمعاء والقولون. ما يجهله الكثير: أن الحالة النفسية قد تكون سببًا مباشرًا أو مساهماً رئيسياً في حدوث الإمساك. في هذه المقالة من عيادة د. دعد الطعاني نسلّط الضوء على مدى تأثير التوتر على الأمعاء، العلاقة بين المزاج والهضم، وكيف يمكن إدارة الإمساك عبر تحسين الصحة النفسية.

هل التوتر يسبب الإمساك؟ العلاقة بين الصحة النفسية والقولون
جدول المحتويات
- 1. ما هو الإمساك ولماذا يحدث؟
- 2. كيف يؤثر التوتر على حركة الأمعاء؟
- 3. الأعراض الشائعة عند المصابين بالإمساك النفسي
- 4. العلاقة بين القلق والقولون العصبي (IBS)
- 5. متى يصبح التوتر مسببًا لطبيعة الإمساك؟
- 6. كيف نتعامل؟ استراتيجيات فعالة للتخفيف
- 7. لماذا نركّز في عيادة د. دعد الطعاني على العلاقة بين العقل والجسد؟
- 8. الخلاصة: الإمساك ليس مجرد براز عالق.. إنه رسائل من جسمك وعقلك
ما هو الإمساك ولماذا يحدث؟
الإمساك هو تأخّر أو صعوبة في التبرز أو خروج براز جاف وقاسٍ. من أسبابه التقليدية:
- قلة تناول الألياف والماء
- قلة الحركة الجسدية
- تناول بعض الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب، مسكنات الألم)
لكن حين يرتبط بالإجهاد النفسي، يمكن لتلك الحالة أن تصبح مزمنة وتتطلب علاجًا متكاملاً يشمل العقل والجسد معًا.

كيف يؤثر التوتر على حركة الأمعاء؟
1. تأثير التوتر العصبي على الجهاز العصبي المعوي
عند الشعور بالتوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يغير وظيفة العصب المبهم (vagus nerve)، الذي يُدير حركة الأمعاء. وبالتالي:
- بطء في الحركة المعوية
- تشنجات أو تقلصات غير منتظمة
- إحساس بصعوبة أو ضعف في الإخلاء
2. آلية القلق المستمر
القلق المزمن يُبقي الجسم في حالة من التيار العصبي المستمر، ما يؤدي إلى:
- توتر في عضلات الحوض والقولون
- تشنّجات تمنع عودة البراز بسهولة
- نشاط غير طبيعي للجهاز العصبي السمبثاوي يزيد من التشنجات
الأعراض الشائعة عند المصابين بالإمساك النفسي
- براز صلب أو متكتل
- شعور بعدم التفريغ الكامل حتى بعد التبرز
- تقلّصات بطنية قبل وبعد التبرز
- تمدد أو انتفاخ في البطن
- تقلبات مزاجية أو ألم نفسي مصاحب
العلاقة بين القلق والقولون العصبي (IBS)
بالنسبة لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، يكون التوتر عاملًا محفّزًا:
- يزيد من تغيير نمط الأمعاء، فتتراوح بين الإمساك والإسهال
- يزيد من حساسية جدار الأمعاء للألم
- يساهم في أعراض إضافية مثل الغاز والانتفاخ والتقلصات
لذا إدارة القلق قد تخفف أعراض القولون العصبي بصورة ملموسة.
متى يصبح التوتر مسببًا لطبيعة الإمساك؟
الأفراد الأكثر عرضة:
- من يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب
- من لديهم نمط حياة غير منتظم (قلة النوم – ضغط عمل – قلة حركة)
- من يتناول أدوية تؤثر على الجهاز العصبي أو الأمعاء
متى نشتبه في أن السبب نفسي؟
- إذا تصاحب الإمساك مع توتر نفسي أو نوبات قلق
- إذا كان الإمساك يختلف من أسبوع لآخر حسب الحالة المزاجية
- إذا لم تستجب المريض للتغييرات الغذائية أو الشرب أو النشاط البدني وحدها
كيف نتعامل؟ استراتيجيات فعالة للتخفيف
1. إدارة التوتر النفسي
- تقنيات التنفس العميق والاسترخاء (progressive muscle relaxation)
- تمارين التأمل والوعي الذهني (Mindfulness)
- جلسات استشارية أو دعم نفسي عند الحاجة
2. ضبط نمط الحياة والحمية
- تناول ماء كافٍ (1.5 – 2 لتر يوميًا)
- حمية غنية بالألياف (خضروات، فواكه، خبز وحبوب كاملة)
- نشاط بدني يومي مثل المشي، الرياضة الخفيفة
- تنظيم مواعيد الطعام والنوم
3. دعم الجهاز الهضمي بالأدوية إن استدعت الحالة
- استخدام ملينات طبيعية أو ملينات ليفية تحت إشراف طبي
- بعض الأدوية المحسنة لحركة الأمعاء (prokinetics) في حالات القولون العصبي
4. تمارين عضلات الحوض والقولون
- تمارين كيجل لتقوية العضلات المحيطة
- Biofeedback therapy في حالات القولون العصبي المرتبط بالتوتر
لماذا نركّز في عيادة د. دعد الطعاني على العلاقة بين العقل والجسد؟
- نعتبر الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من علاج القولون
- ندمج بين المتابعة الطبية التقليدية والمشورة النفسية
- نتعامل بخصوصية مع حالات النساء من جميع الأعمار
- نوفر بيئة داعمة وثقافة صحية شاملة بعيدة عن التوتر والخجل
الخلاصة: الإمساك ليس مجرد براز عالق.. إنه رسائل من جسمك وعقلك
إذا كنت تعانين من الإمساك المصاحب للقلق أو التوتر، تذكري:
- هناك علاقة مباشرة بين المزاج وصحة القولون
- علاج الإمساك النفسي يتطلب مقاربة شاملة تشمل العقل، الجسم، والعادات اليومية
- ليس عليك أن تتحمّلي الألم أو الصمت، فهناك حلول فعّالة آمنة
في عيادة د. دعد الطعاني، نقدم لك برنامجًا متكاملًا لتقييم القولون والصحة النفسية, لتستعيدي التوازن، الراحة، والأمعاء السليمة.